تحليل واقع جودة الحياة الوظيفية وتأثيرها على الاستقرار الوظيفي لمعلمات رياض الأطفال في المدارس الخاصة (الأهلية) بجنوب مدينة مكة المكرمة

الملخص

هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف واقع جودة الحياة الوظيفية لمعلمات رياض الأطفال في المدارس الخاصة (الأهلية) بجنوب مدينة مكة المكرمة، وتحليل مدى تأثير هذا الواقع على استقرارهن الوظيفي ودافعيتهن للاستمرار في العمل التربوي. اعتمدت الدراسة على المنهج النوعي التفسيري، حيث تم إجراء مقابلات شبه مقننة مع ثماني معلمات تم اختيارهن قصدياً من ست مدارس خاصة مختلفة بالمنطقة. ركزت المقابلات على رصد أبعاد جودة الحياة الوظيفية، والتحديات التي تواجهها المعلمات في بيئة العمل اليومية، وتأثير تلك التحديات على مشاعر الأمان والاستقرار المهني لديهن. كشفت النتائج عن خمس تحديات رئيسية، أبرزها ضعف الأمان الوظيفي، حيث أشارت جميع المعلمات المشاركات (100%) إلى أن العقود السنوية تضعف شعورهن بالاستقرار وتزيد من حالة القلق وعدم الاطمئنان. كما برز تدني مستوى الرواتب، وغياب المشاركة في اتخاذ القرار، وارتفاع الأعباء الوظيفية مقارنة بالإمكانات المتاحة، بالإضافة إلى ضعف الدعم الإداري والتقدير المهني. وبينت إفادات المعلمات أن هذه العوامل مجتمعة تؤثر سلبًا على مستوى الرضا الوظيفي، وتدفع العديد منهن للتفكير في ترك المهنة أو البحث عن فرص عمل أكثر استقرارًا. توصي الدراسة بضرورة تنفيذ إصلاحات مؤسسية عاجلة تشمل تثبيت العقود، وتوفير حوافز مادية ومعنوية عادلة، وتطوير بيئة العمل المادية والنفسية، وتفعيل الإدارة بالمشاركة، بالإضافة إلى تقديم دعم إداري فعّال وبرامج تدريب مهني منتظمة. من شأن هذه الإجراءات أن ترفع مستوى الرضا الوظيفي وتقلل من نية التسرب وتحقق جودة تربوية مستدامة في قطاع رياض الأطفال الخاص وتتمثل أهمية الدراسة في تقديم توصيات عملية قابلة للتطبيق لتحسين بيئة العمل ودعم جودة التعليم في رياض الأطفال الخاصة.