التربية على الفضيلة في الفكر التربوي الإسلامي والفلسفات الغربية المعاصرة - دراسة مقارنة

الملخص

هدفت الدراسة إلى تحرير مضمون التربية على الفضيلة والتعرف على أبرز معالم التربية على الفضيلة، وتحديد نقاط التشابه والاختلاف بين مضمونه في الفكر التربوي الإسلامي والفلسفات الغربية المعاصرة، ولأنّ صورة الفكرة وقيمتها تتضح عندما تقاس بغيرها، نهجت المنهج المقارن، فعمدت إلى مقارنة مفهوم الفضيلة بين الفكرين باختيار نموذج بيترسون وسليجمان (Peterson and Seligman) أرضية لهذه المقارنة، ومن ثم إيضاح وجهة النظر الإسلامية، جاء في أبرز نتائجها:1. يغلب على الفلسفات الغربية المعاصرة أنها لا تولي الفضيلة أو القيم الأخلاقية اهتماماً مباشراً، إلا أنها ترمي إليها ضمنياً، وذلك عائد إلى ضرورة الجانب الخُلقي في المجتمعات البشرية وأن إلغاءه نظرياً لا يستلزم إلغاءه واقعياً.2 . لم توافق الفلسفات الغربية المعاصرة التربية على الفضيلة في الفكر الإسلامي من جميع جوانبها مفهوماً ومضموناً، ولم توافق النموذج الذي توصل له بيترسون وسليجمان، فهي تركز على جانب وتهمل الآخر، وتعمد إلى تعميم بعض المبادئ وإسقاطها على ما لا يحتملها، ويعود ذلك للطابع العلمي الذي يغلب عليها.3.من القواعد الأساسية لدى علماء الفكر التربوي الإسلامي الجمع بين الجانبين العلمي والعملي، حيث إن كمال الفضيلة يكمن في الجمع بين الجانبين النظري والعملي بجعل الجانب العملي ثمرة الجانب النظري.