نموذج استراتيجي متعدد الأبعاد لتعزيز الأداء المؤسسي في ظل التحول الرقمي: إطار تطبيقي في السياق السعودي

الملخص

يشهد السياق السعودي في ظل رؤية المملكة 2030 تحولات رقمية متسارعة تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي متكامل وتعزيز كفاءة الأداء المؤسسي في مختلف القطاعات. ورغم هذه الجهود، ما تزال هناك فجوة واضحة في النماذج التطبيقية التي تربط بين القيادة الرقمية، تقنيات التحول الرقمي، وأنظمة قياس الأداء المؤسسي بصورة تكاملية. فقد تناولت معظم الدراسات السابقة هذه الأبعاد بشكل منفصل، الأمر الذي أدى إلى غياب إطار استراتيجي شامل قادر على تحقيق التكامل الوظيفي المطلوب لدعم استدامة التحول الرقمي. ومن هذا المنطلق، برزت أهمية هذه الدراسة في تقديم إطار استراتيجي متعدد الأبعاد يسهم في سد هذه الفجوة البحثية والتطبيقية، ويعزز قدرة المؤسسات السعودية على التكيف مع المتغيرات البيئية والتكنولوجية السريعة، بما يحقق مستهدفات التنمية المستدامة والرؤية الوطنية. سعت الدراسة إلى بناء نموذج استراتيجي موحّد يعتمد على دمج ثلاث ركائز رئيسية هي: القيادة الرقمية، أنظمة قياس الأداء، والتقنيات الناشئة، في إطار وظيفي متكامل يحقق النضج الرقمي المؤسسي. وانطلقت الدراسة من مجموعة فرضيات رئيسية، أبرزها وجود علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين القيادة الرقمية وتحسين الأداء المؤسسي، وبين تبني التقنيات الحديثة وكفاءة العمليات الإدارية، إضافة إلى فرضية تفاعلية تفيد بأن التكامل بين هذه الأبعاد الثلاثة يؤدي إلى تحسين الأداء المؤسسي بصورة تفوق تأثير كل منها منفردًا. اعتمد البحث على منهجية وصفية تحليلية، ارتكزت على مراجعة الأدبيات الحديثة وتقارير الأداء الرسمية الصادرة عن المؤسسات الحكومية السعودية، بهدف ربط النتائج بالسياق المحلي للتحول الرقمي. وقد أوضحت النتائج وجود ضعف في تنسيق مكونات البنية الرقمية داخل المؤسسات، مما يحد من قدرتها على تحقيق التماسك الاستراتيجي المطلوب.