فاعلية تلقّي البنية السردية وفكرة السقوط الإنساني في الأدب العبثي: تحليل تفاعلي لثلاث قصص قصيرة لفريدريش دورينمات

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تحليل البنية السردية لثلاث قصص قصيرة لفريدريش دورينمات، هي: الخسوف، السقوط، وحرب التيبت الشتوية، وذلك ضمن إطار تأويلي يستند إلى فرضية أن هذه النصوص تجسّد مفهوم "السقوط الإنساني" في سياق عبثي يتّسم بانهيار المعنى وتفكّك الذات.
اُعتمد في الدراسة منهجاً نوعياً تفسيريا،ً مستند إلى نظرية فجوات التلقي لڤولفغانغ آيزر (1994)، فقد تم تنظيم جلسة قراءة تفاعلية مع خمسة قراء من خلفيات مهنية وثقافية متنوّعة. جمعت البيانات عبر تدوين تأويلات المشاركين وتحليلها باستخدام المنهج الموضوعاتي، مع الاستعانة بإطار وجودي–عبثي في تفسير النتائج، ودمج مرجعيات نقدية من الادبين العربي والغربي.
أظهرت النتائج أن مفهوم "السقوط" لم يُقرأ كحقيقة مغلقة، بل كهيكل دلالي مفتوح، تتشكل معانيه تبعًا لسياق القارئ وتجربته الشعورية والثقافية، كما كشفت عن تفاعل تأويلي متنوع شمل أبعادًا نفسية، اجتماعية، معرفية، ووجودية، ما يؤكّد فاعلية القارئ في إعادة إنتاج المعنى داخل النصوص العبثية.
خلصت الدراسة إلى أن تفعيل المنهج التفاعلي في ضوء نظرية التلقي يُشكّل مدخلًا فعّالًا لتحليل الأدب العبثي، ويوصي بتطوير مقاربات نقدية عربية تراعي تعددية المرجعيات القرائية، مع التوصية بدمج المنهج النوعي والتوسّع الكمي لاستكشاف أثر الخلفية الثقافية في تشكيل الفهم الأدبي.