أزمة الفعل الحزبي بالمغرب ورهان خلق التنمية: دراسة تحليلية

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أثر أزمة الفعل الحزبي في المغرب على عملية خلق التنمية، من خلال استجلاء الأدوار الجوهرية التي تضطلع بها الأحزاب السياسية في دعم الاستراتيجيات التنموية وضمان فعاليتها. وقد انطلقت الدراسة من فرضية أساسية مفادها أن أزمة الفعل الحزبي، بما تتضمنه من اختلالات بنيوية وضعف في التأطير السياسي، تُسهم بشكل مباشر في إضعاف نجاعة السياسات التنموية. اعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي، مستعينًا بأدوات تحليل المضمون والمقاربة التاريخية لرصد تطور الظاهرة الحزبية وتفسير تجليات الأزمة وتأثيراتها. وأظهرت النتائج أن أبرز تداعيات الأزمة تتمثل في اتساع الفجوة بين المواطن والعمل السياسي، وانخفاض مستويات الثقة والمشاركة السياسية، مما ينعكس سلبًا على مسار الدمقرطة ويعيق تحقيق التنمية. كما توصلت الدراسة إلى أن ضعف الأداء الحزبي في صياغة وتنفيذ السياسات العمومية يؤدي إلى محدودية فعالية البرامج التنموية. وتوصي الدراسة بإعادة هيكلة الأحزاب السياسية المغربية وتعزيز قدراتها التنظيمية والتأطيرية لتكون فاعلًا أساسيًا في ترسيخ الديمقراطية ودعم مسار التنمية المستدامة.