ميكانيزمات الصورة الفنية في ديوان "قرابين الوداع" للشاعر (عبد الله باشراحيل)

الملخص

تحتل الصورة الفنية مكانة باذخة بين عناصر التجربة الشعرية، وتشغل حيزا كبيرا في حقل الدراسات الأدبية؛ فهي أداة الشاعر في التعبير عن أفكاره وخلجاته وتجسيد رؤيته ووجدانه، كما أنها معيار الحكم على فحولة الشاعر وموهبته الفنية. ونظرا لهذه الأهمية، جاء هذا البحث يتغيا -عبر المنهج الوصفي التحليلي- الوقوف على ميكانيزمات الصورة الفنية في ديوان "قرابين الوداع" للشاعر "عبد الله باشراحيل"، من خلال استظهار مصادرها، واستقراء عناصرها وآلية تشكّلها، واستجلاء مظاهرها، ودوروها الفاعل في النص. وهو ما فرض انتظام مادة البحث في تمهيد ومحورين؛ تناول التمهيد نبذة عن الشاعر، وسمات ديوانه "قرابين الوداع"، وجاء المحور الأول استقراء لمفهوم الصورة الفنية لديه، ومصادرها في ديوانه، بينما ناقش المحور الثاني تشكيلات الصورة الفنية في الديوان عبر عناصرها من التشبيه، والاستعارة، والكناية، وتراسل الحواس. فخلصت إلى تأثر "باشراحيل" بواقعه وواقع أمته الإسلامية والعربية؛ فتارة يُعبر من خلال صوره عن الحزن تجاه أحوال الأمة، وتارة أخرى يستشرف المستقبل بتفاؤل وفرح، كما عبر عن مشكلات عصره وخلاصة تجاربه في صور تظهر قدرته لإبداعية على المزج بين عناصر البلاغة التقليدية والحديثة؛ فمزج بين التشبيه والاستعارة والكناية وتراسل الحواس في إنتاج هذه الصور، بيد أن موهبته بدت في قدرته على تشكيلها وإعادة إنتاجها بأسلوب مبتكر يخرجها من حيز الفكرة المبتذلة إلى آفاق الابتكار والإبداع.