الخط العربي، جذورهُ التاريخية وأثرهُ الفلسفي والجمالي
DOI:
https://doi.org/10.26389/AJSRP.D190921الكلمات المفتاحية:
الخط العربي، النشأة، التطور، الحروفية، البعد التشكيلي والجماليالملخص
تدور هذه الدراسة حول موضوع الخط العربي بجذوره الثقافية العميقة، ومراحل تطوره وتقدمه ورقيه وتفاعله في مجال الفن وفلسفته الجمالية، وتجسيده كشكل من أشكال الفنون التشكيلية من خلال دمجه في اللوحة الفنية كعنصر أو بُعد فني، مما يُحدث التناغم، أو اندماج الرموز وتفاعلها. والكتابة لا تعني بالضرورة الخط العربي لأن الفرق بينهما كبير ولا يمكن الخلط بينهما، فكلمة الخط مصطلح مرتبط بالخط العربي الذي ابتكره المسلمون وطوروه ويحتوي على أنماط وأنواع مختلفة من الرسومات الحرفية التي تحكمها قواعد وضعها الخطاطون، وتطورت مع مرور الزمن حتى استقرت على شكلها الحالي المعروف. وللتعرف على الخط العربي سنجد أن كلمة الخط تعني (الخط بالقلم) أي الكتب أو الرسم، كما ارتبط الخط بالكتابة في حضارات أخرى غير عربية، لذا فإن هذا التعريف فيه نوع من الشمولية.
ما يلفت الانتباه في هذه الدراسة هو ثراء الحرف العربي وتكوينه كعنصر فني من خلال تفاعله مع فن الزخرفة والتصميم الهندسي، وهذا منذ عصور الوعي الأولى عندما كان السومريون يرسمون الحروف المسمارية رمزياً في مرحلة الكتابة المقطعية. كانت بداياته مع الرسوم التوضيحية، ثم تطور حتى عاد إلى الحروف المكتوبة، ثم انتقل إلى التشكيل، فأصبح (الفن مستوحى من الحرف). منذ البداية، لا بد من التعرف على هذا الاكتشاف الإنساني الذي دفع الإنسان إلى التدوين والكتابة من خلال اكتشاف هذا الرمز أو العلامة والحرف.
ويبدو أن تطور الخط العربي والإبداع الذي رافق جميع مراحله حتى وصل إلى الفن الجميل الذي وصل إليه، واكتسب روعة الشكل الهندسي الذي تشكله مجموعة الحروف بتكوين لوحة فنية؛ قد لا نجده في أشكال الخطوط الأخرى.
نقل الخط العربي الذي كتب به القرآن الكريم جميع رموز الجمال والجلال، وانتقل إلى العالم المجاور والبعيد عبر الفتوحات الإسلامية. أينما حل، كان رمزًا مقبولًا وبُعدًا حضاريًا.
ما كان جمال هذا الخط ليتحقق لولا هذا الجهد الذي بذله أولئك الأعلام من خلال حرصهم على الارتقاء بهذا الفن الجميل. يكمن عمقه الجمالي في امتلاكه روح التجديد والتطوير.





