دلالة الكلمة وبلاغة الأسلوب– الآيتان23 و 24 من سورة الإسراء أنموذجًا –
DOI:
https://doi.org/10.26389/AJSRP.E270120الكلمات المفتاحية:
تناغم، انسجام، دلالة، صوائت، صوامت، مقطع صوتيّالملخص
لا يزال تسليط الضوء على آيات النص القرآني موردًا ثريًا للدراسات اللغوية المختلفة، وسيظل يزودنا بالمعلومات حتى آخر الدهر. لنفترض أن كل حرف في القرآن الكريم لم يُذكر عبثًا، بل نُظم بدقة ووضوح؛ حتى اللفظ والأسلوب لم يُذكرا عبثًا.
لقد حاولنا إبراز جانب من الإعجاز اللغوي في النص القرآني من خلال تناول آيتين تُعتبران، على الأقل، جوهرًا أساسيًا في بناء المجتمع؛ إذ تُنظمان علاقة الوالدين بالأبناء داخل الأسرة، وعلاقة العبد بمعبوده (أي الله تعالى)، وتأثير ذلك على تعامل البشر مع بعضهم البعض. وعلى هذا الأساس، يُمكن القول إن "الدين هو الحياة".
وفي هذا الصدد، تم تناول اللفظ: أصواته، ومعانيه، وشكله، وكيفية كتابته، وموقعه في البنية. بدءًا من الجانب الإيقاعي الصوتي المتعلق بأصوات العلة، فقد تبين أن ارتفاع وانخفاض أصوات العلة ينسجم بشكل مذهل مع موضوع الآية. بلغت نسبة صوت العلة الألف في الآية الأولى حوالي 90%، وهذا يتوافق مع موضوع التوحيد ومصير الله تعالى.
في المقابل، تتناقص نسبة صوت العلة الياء إلى 25% في الآية الثانية؛ بما ينسجم مع معنى الآية، إذ تتحدث عن خفض جناح الذل والرحمة (أي معاملتهما بالرحمة والدعاء لهما بالرحمة من الله على تهذيبهما ورعايتهما للأبناء صغارًا). وقد تبين المنظور الدلالي لهذه الأصوات والمقاطع الصوتية داخل الكلمات مع حالاتها الصرفية، بالإضافة إلى انسجام نوع التعريف في هذه الأصوات ونوع الضمير المستعمل. وبناءً عليه، تبين أن المعاني القوية متماسكة مع الأصوات القوية في الألفاظ المستخدمة مقارنة بمرادفاتها.
أما البنية النحوية، فقد رمزت المشاهد من خلال الصور التي حصلت عليها المعاجم، مثل (جناح الذل والرحمة) الذي يرسم صورة الذل والخضوع. علامة الكسرة في آخر كلمة (الرحمةِ) منسجمٌ مع الحالة العلاجية، وهو منسجمٌ مع استخدام ضمير المخاطب في كلمة (ربّياني) بدلًا من (ربّياك). ومن حيث الخصائص الصوتية، فإن ازدياد الحروف الصوتية في الكلمة يستدعي ازديادًا في الحرص والرحمة، بالإضافة إلى دلالة حرف الياء الذي تنتهي به كلمة (ربّياني)، وهو أرقُّ من حرف الكاف الصحيح.





